انسجام ذهبي في ريال مدريد: كيف صاغ تشابي ألونسو ثنائية مبابي وغولر الساحرة؟
شهد النصف الأول من الموسم في سانتياغو برنابيو ميلاد ثنائية هجومية جديدة تُعيد إلى الأذهان شراكات ريال مدريد التاريخية. فبعد فترة من الترقب، لم يعد كيليان مبابي هو نجم المشهد الوحيد، بل وجد شريكاً مثالياً في الموهبة التركية الصاعدة أردا غولر، وهو انسجام لم يكن ليتحقق لولا اللمسة التكتيكية للمدرب تشابي ألونسو.
1. اللمسة التكتيكية: ألونسو يضع غولر في القفص الذهبي
حين وصل غولر إلى ريال مدريد، وجد نفسه حبيس دكة البدلاء تحت قيادة المدرب السابق كارلو أنشيلوتي. لكن مع وصول تشابي ألونسو، تغيرت المعادلة تماماً. أدرك ألونسو أن الموهبة التركية تحتاج إلى ثقة ودور محدد لاستغلال قدرتها على الرؤية والتمرير.
- مركز صانع اللعب: منح ألونسو غولر المركز الذي حُرم منه، ليضعه مباشرة خلف مبابي في قلب منطقة العمليات، كـ "صانع ألعاب" صريح أو رقم 10 متقدم.
- الثقة أولاً: وفر المدرب الإسباني الدقائق والثقة التي مكّنت غولر من التعبير عن قيمته الفنية بعد بداية صعبة.
2. لغة التفاهم: الشراكة التي "صُنعت لبعضها"
لم يقتصر الأمر على التكتيك فقط، بل نشأ بين اللاعبين تفاهم فطري، ظهرت نتائجه سريعاً على أرض الملعب:
أردا غولر يصف الانسجام قائلاً:
"صفاتنا، وصفاتي على وجه التحديد، صُنعت خصيصاً لخدمة بعضنا البعض. نتفهم بعضنا البعض جيداً، إنها علاقة سلسة. أحياناً، نظرة بسيطة تكفي لنعرف ماذا يجب أن نفعل."
هذا التفاهم السريع مكّن غولر من أن يكون المموّن الرئيسي لكيليان، حيث قدم النجم التركي أربع تمريرات حاسمة مباشرة للنجم الفرنسي هذا الموسم، ليُثبت أنه الشريك المثالي لإنهاء هجمات مبابي.
3. ديناميكية التبديل في الحركة
أحد أبرز مظاهر نجاح هذه الثنائية يكمن في ديناميكية حركتهما. مبابي، الذي يملك الحرية في التراجع إلى العمق أو التحرك إلى الوسط، يترك خلفه مساحة هجومية.
وفي هذا الصدد، أوضح غولر: "يجب أن ندعه يلعب حيثما يشاء. إذا دخل إلى الوسط وتحرك قليلاً، الأمر متروك لي لأحل محله في الهجوم"، مما يوضح وجود تبادل أدوار تكتيكي واعٍ بينهما، وهذا التناغم هو ما يمنح هجوم ريال مدريد مرونة لا مثيل لها.
4. أرقام تشعل البرنابيو
الأرقام لا تكذب؛ فمع مساهمة غولر في 7 أهداف (3 سجلها و 4 صنعها لمبابي)، وتسجيل مبابي لأكثر من 14 هدفاً في بداية الموسم، بات الثنائي مسؤولاً عن نسبة كبيرة من الأهداف المسجلة للفريق. هذا التفوق الهجومي أعاد إلى الأذهان الشراكة الأسطورية بين مسعود أوزيل وكريستيانو رونالدو، ليؤكد أن ريال مدريد يعيش واحدة من أكثر فتراته الهجومية تألقاً بفضل "الثنائي الذهبي".
خلاصة القول: مشروع الهيمنة بدأ
لقد نجح تشابي ألونسو في إيجاد الوصفة السحرية لفك شفرة هجوم ريال مدريد، حيث تحول أردا غولر من موهبة حبيسة إلى شريك أساسي، وجد في كيليان مبابي هدفاً مثالياً لتميريراته الساحرة. هذا الانسجام الذهبي لا يمثل مجرد شراكة هجومية ناجحة، بل هو البداية الفعلية لمشروع الهيمنة الأوروبية الجديد في العاصمة الإسبانية.
تعليقات
إرسال تعليق