دفاع قوي وهجوم مرتبك.. كيف تغير ريال مدريد تحت قيادة ألونسو؟

دفاع قوي وهجوم مرتبك.. كيف تغير ريال مدريد تحت قيادة ألونسو؟

المؤلف: حسين حمدي

تشابي ألونسو مع فينيسيوس ومبابي

تشابي ألونسو يقود ريال مدريد

تغيّر وجه ريال مدريد بشكل ملحوظ منذ أن تولى المدرب تشابي ألونسو قيادة الفريق الملكي، حيث تحسّن الانضباط الدفاعي بشكل لافت، وظهرت الصلابة في الخط الخلفي كما لم يحدث منذ سنوات، إلا أن الفاعلية الهجومية باتت موضع شك بعد سلسلة من النتائج التي تركت علامات استفهام، رغم استمرار الفريق في صدارة الدوري الإسباني وتواجده بين الثمانية الكبار في دوري أبطال أوروبا.

ووفقاً لصحيفة "آس" الإسبانية، يدخل ريال مدريد فترة التوقف الدولي وهو في قمة ترتيب الدوري بفارق ثلاث نقاط عن برشلونة. البداية التاريخية للفريق، بتحقيق 13 فوزاً في أول 14 مباراة، بدت وكأنها تؤسس لعهد جديد من الهيمنة، إلا أن الهجوم السلبي في آخر مواجهتين أمام ليفربول ورايو فاليكانو أعاد بعض الشكوك إلى المشهد، وجعل مشروع ألونسو بين الضوء والظل.

صلابة دفاعية غير مسبوقة

أحد أبرز إنجازات المدرب الإسباني تمثل في بناء منظومة دفاعية قوية. فقد استقبل ريال مدريد 12 هدفاً فقط في 16 مباراة، بمعدل 0.75 هدف في المباراة الواحدة، مقارنة بـ1.24 الموسم الماضي. كما حافظ الفريق على نظافة شباكه في 8 مباريات، أي بنسبة 50% من المواجهات، وهي قفزة كبيرة عن نسبة 34% التي حققها كارلو أنشيلوتي الموسم الماضي.

استعادة بريق النجوم

ألونسو نجح أيضاً في إعادة إحياء بعض اللاعبين الذين تراجع مستواهم، وأبرزهم أوريلين تشواميني الذي بات محوراً أساسياً في خط الوسط بعد فترة من التذبذب، وأردا جولر الذي تحوّل إلى عنصر حاسم في المنظومة بفضل تناغمه مع كيليان مبابي، إذ صنع له 6 أهداف بفضل التعليمات التكتيكية من المدرب الإسباني. كما تعد عودة مبابي إلى مستواه المذهل إنجازاً آخر لألونسو، بعدما سجل الفرنسي 18 هدفاً في 16 مباراة.

تراجع الضغط العالي والبدلاء دون تأثير

المشكلة الأبرز ظهرت في الضغط العالي، خاصة أمام ليفربول، حيث بدا الفريق مفككاً وغير قادر على تطبيق أفكار مدربه، ما يعكس انخفاضاً ملحوظاً في الشراسة مقارنة ببداية الموسم. كما أن المدرب لم يتمكن من تغيير مجريات المباريات من خلال تدخلاته أثناء اللعب، حيث أسفرت التغييرات التي أجراها طوال الموسم عن هدف وحيد.

هبوط مستوى بعض اللاعبين والثغرة اليمنى

هناك عدد من عناصر الفريق الملكي لم يظهروا بمستواهم المعهود، وعلى رأسهم إبراهيم دياز ورودريجو، حيث لم يسجل الأخير أي هدف منذ فترة طويلة. كما اعتمد ألونسو على خطة 4-2-3-1 لوضع بيلينجهام خلف مبابي، لكنه لم يجد بعد التوليفة المثالية للجبهة اليمنى، سواء في مركز الظهير أو في الجناح، مما ترك ثغرة واضحة.

خلاصة: وهكذا، يظهر ريال مدريد في عهد تشابي ألونسو كفريق منضبط دفاعياً، لكن بحثه عن الاتزان الهجومي والهوية الواضحة ما زال مستمراً، في انتظار أن تترجم فلسفة مدربه الجديدة إلى نتائج أكثر استقراراً في قادم الأسابيع.

تعليقات